النزاعات وآثارها بين أطر الوقاية ومنهجية الحل قراءه من خلال هداية الاديان
Downloads
تكاد تكون النزاعات ظاهرة إنسانية فقد لازمت حياة الإنسان عبر تطوره الحضاري وإن كان التدافع وفق المصطلح القرآني من السنن الماضية وقوانين الحياة اللازمة ومداخل تطورها لتحقيق الاصطفاء وتزكية روح التنافس الإيجابي نحو البناء والعمران وتحقيق مقتضيات الاستخلاف الكوني، إلا أن تجاوز الحد وجعل الحياة ميدانا للاختلاف والتنازع أنتج اثارا أضرت بمسيرة هذه الحياة ورسمت على جدرانها خيوطا من الدماء، لا سيما حين النظر في علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، وربما الإشارة القوية نجدها في تساؤل الملائكة أمام الله سبحانه وتعالى خالق الإنسان ومدبر الأكوان عندما علمت بأن الله قضى بأن يجعل على ظهر هذه الأرض خليفة يرعى شأنها ويتولى عمرانها وزوده بالعلم والمعرفة وأحاطه بالقيم حتى لا يقع النزاع والخصام وما يفضي إليه من فساد وسفك دماء،وهكذا كانت حكمة الله البالغة بعباده أن أرسل الرسل و شرع الأديان لتصبح مرتكَزا قِيميًّا وأخلاقيًّا ومعيارًا حاكمًا وقانونًا إلهيًّا لازمًا؛ فصنعت إطارًا واقيًا ضد تلك النزاعات وكفكفت آثارها متى وقعت نوازلها، وتضمنت موجهات الحل متى نشبت واستعر أوارها. ومن هنا كان استلهام النص الديني والموجه الإيماني من أهم عوامل مواجهة تحديات النزاع؛ التزامًا بالوقاية والحماية وامتلاكًا لآليات التعاطي مع ذلك النزاع، وتحقيق فعالية النص الديني في واقع الحياة وهو الذي يزود شرايينها بالدفق الروحي والدفع القيمي والضبط الأخلاقي.

