دور الأديان في إدارة النزاعات والوقاية منها بين محددات الواقع وآفاق المستقبل: دراسة تحليلية

كان للأديان عبر تاريخ البشرية تأثير كبير كقوى محفزة لكل من السلام والحرب، لذلك سعى كثير من رجال الدين، والمؤسسات الدينية على التخفيف من النزاع العنيف، ومساعدة الذين يعانون من العنف والاضطهاد، وتعزيز السلام. ونظرًا إلى الأدوار المعقدة للدين في السلام، ووجود ديناميكيات صراع فريدة مع سياقاتها، فإنه من المهم لكل من يسعى للمشاركة في نشاطات بناء السلام أن يفهم أين وإلى أي حد يكون الدين مهمًّا، ومن ثم يقرر ما إذا كان سيشترك مع العناصر والمؤسسات الدينية الفاعلة وكيفية ذلك، خلال أوقات السلام والنزاع.

ومن ثم، فقد تأسست مبادرات عالمية وإقليمية لتقريب وجهات النظر، والدفع من أجل حوار بين الأديان يزيل النقاط الخلافية، وتأكيد دور الأديان في معالجة القضايا الإنسانية الكبرى، والعمل معا للتصدي للنزاعات التي تنشأ من الاختلافات الدينية، وتزداد الحاجة لمثل هذا التوجه في وقت الاضطرابات والنزاعات التي تحيق بنا جميعا وبعالمنا اليوم.

          وقد سعت هذه الورقة من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي ومراجعة الدراسات والبحوث السابقة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الأديان والنزاعات، وخصائص النزاعات الدولية، وتحليل النماذج والأمثلة التاريخية لدور الأديان في تسوية النزاعات والوقاية منها، وانتهت الورقة إلى عرض سبل تفعيل دور الأديان في حل النزاعات وبناء السلام.